الجمعة 27 ديسمبر 2024

هوس من اول نظره الجزء التاني بقلم ياسمين عزيز

انت في الصفحة 3 من 61 صفحات

موقع أيام نيوز


يلمسه 
أنا اللي هخلص عليه بنفسي...مفهوم...
توقف عن الحديث برهة ثم عاد ليطلق 
سبابا نابيا من بين شفتيه و هو يشتمه
فتح عنيك كويس إنت و البهايم اللي
معاك...و تأكد كويس إنه مخرجش برا
البلد علشان داه لو حصل ھقتلك مكانه..
أنهى المكالمة و هو يعيد رأسه إلى الوراء
بتعب و لسانه لا يكف عن نطق الشتائم
و اللعنات على رجاله الاغبياء الذين لم 

يتمكنوا حتى الآن من إيجاد آدم..
وراء ستارة الشرفة كانت سيلين تقف
مكانها و كأنها تمثال من حجر...شعرت 
بحبات العرق التي تجمعت على جبينها 
رغم برودة الطقس..عيناها كانتا مثبتان
على جسد سيف الذي مازال على نفس وقفته
يتأمل حديقة الفيلا تحته... 
كانت تجاهد حتى تتحرك من مكانها خوفا 
من أن يلتفت و يجدها على هذه الهيأة 
عندها سوف يعلم بسهولة أنها قد سمعت 
حديثه..
نجحت اخيرا لتحرك قدميها للخلف بهدوء 
حتى أصبحت داخل الغرفة بعيدا عن الشرفة...
رفعت كفها المرتعش لتمسح جبينها المتعرق
و هي تتنفس بقوة بينما كانت دقات 
قلبها في تزايد مستمر.. نظرت مرة أخرى 
نحو الشرفة للتفاجئ بسيف يحدق فيها 
بغموض..
إرتجف جسدها و جف حلقها و هي تتساءل
بداخلها كيف خرج من الشرفة دون أن تنتبه
له..إبتسمت بصعوبة عندما وجدته يسير 
نحوها قائلا..
مالك...وشك أصفر كده ليه
سيلين بكذب..
أصلي تعبت جدا النهاردة..ياسين صمم
إني أتعلم نص الحروف النهاردة حتى بص 
إنحنت لتمسك بمجموعة من الأوراق كانت موضوعة على الكومودينو ثم فتحتها أمامه هاتفة بتذمر
أنا تخانقت أنا و ياسين عشان بيقول إن 
خطي وشي..و مش بفرق بين حرف الجيم 
و الباء..
تأملت تقاسيم وجهه بقلق من أن يكتشف
محاولتها في تغيير الموضوع الأصلي.. 
إبتسم سيف ليبعد إصبعها الذي كانت تضعه على حرف التاء قائلا..
ملوش حق يزعل القمر بتاعي...
جلس بها على الفراش قبل أن يضيف..
سيبك منه داه عيل فاشل...إيه رأيك أدرسك
أنا
سيلين..
متقولش عليه على ياسين فاشل...و بعدين 
أنا زعلانة منك عشان أنت على طول برا البيت و بتسيبني زهقانة لوحدي..
سيف بغيرة..
البركة في الاستاذ ياسين...مونسك 
سيلين.. بس أنا عاوزة أخرج..أنا بقالي
شهور في مصر و معرفش أي مكان هنا..
لتنحني للأمام قليلا هاتفة باعتراض
سيف أنا بكلمك..مش وقت اللي بتعمله داه.
زمجر بأعتراض و هو يقربها منه كما كانت 
مستأنفا حديثه يسايرها كعادته..
اليومين دول عندي شغل كثير... بس أوعدك 
هفضي نفسي و نسافر أي مكان إنت عاوزاه.
سيلين..
طيب و بعدين..اقصد لما نرجع من السفر 
إنت هتروح شغلك و انا هرجع اقعد في البيت 
زي دلوقتي .
زفر الهواء بقوة قبل أن يرد عليها حتى 
يضمن هدوءها و عدم ڠضبها منه لينعم
بقربها الذي تمناه طويلا برضاها..
حبيبي عاوز إيه و أنا تحت أمره..
نطق بنبرة عاشقة جعلت سيلين تجاهد 
حتى لا تذوب بين ذراعيه كعادتها...حاولت
تذكر كلامه منذ قليل و هو يتوعد لذلك
الشخص بإنهاء حياته دون فائدة لتنتفض
بين يديه صاړخة بنفاذ صبر..
قلت لا..مش عاوزاك تقرب مني و لاتلمسني
قبل ما نتفق..
حرك سيف حاجبه ببطئ للأعلى دلالة 
على عدم رضاه على ما فعلته... لكن سيلين 
تمردت و إنتهى الأمر لن تقبل أن تظل محجوزة
في هذا القفص الذهبي الذي وضعها فيه 
بحجة حمايتها... 
وقفت أمامه بينما هو ظل جالسا لتقول واصفة مابداخلها..
أنا زهقت...طول النهار بين أربع حيطان ببقى
بدور على أي حاجة عشان أسلي بيها نفسي 
إيه فايدة الهدوم و العربيات اللي إنت جايبهملي
و أنا مش قادرة ألبسهم و أخرج بيهم برا..
ظل سيف على جموده حتى إنتهت سيلين
من حديثها...ضړب فخذه بخفة عدة مرات
يدعوها للجلوس لكنها حركت رأسها برفض
و هي تعود بخطواتها إلى الوراء قائلة بتحد..
قلتلك مش هخليك تقرب مني غير
لما... ااااه..
صړخت بدل أن تكمل حديثها عندما 
بسرعة رهيبه حتى أنها لم تره عندما غادر
مكانه رغم أن عيناها كانتا مثبتتان عليه..
عاد ليجلس محتويا جسدا الصغير داخل
ثم همس في أذنها بما لم تتوقع 
سماعه أبدا.. 
من بين يديه مضيفا بهذيان..
أيوا..ملكي لوحدي يغني إنسي إنك
تطلعي برا الفيلا من غيري...عارفة... في
الأول كنت مرتب إني أسجنك في الجناح
و أمنع أي حد إنه يشوفك بس بعدين
خفت عليكي من الوحدة..عشان كده
سمحتلك تخرجي للجنينة.. 
شعر برغبتها في الالتفات نحوهه حتى
تتأكد من أن من يحدثها هو سيف نفسه
لكنه لم يسمح لها بل إستمر في الاعتراف
لها..
أنا اللي خططت إني أتجوزك...عقدت مع جدي صفقة و إتفقت معاه إنه يقبل برجوعك إنت
و طنط هدى مقابل إني مأذيش آدم..و مثلت
إن هو اللي أجبرني إني أتجوزك...أنقذت والدتك
من المۏت و جبتلك كل اللي بتتمنيه و زيادة...
هدوم شنط...عربيات و ألماس...عيشتك
أميرة...صبرت عليكي لحد ما تعودتي بوجودي 
في حياتك...مغصبتكيش على حاجة رغم إني
كنت أقدر أعمل داه بس كنت عاوز اوصل لقبلك
قبل جسمك...بعد كل داه تحرميني منك...يااااه
طلعتي قاسېة أوي يا قلبي ..
يتبع. 
الفصل الثاني
في قصر عزالدين...
الساعة الثامنة ليلا..
إنتهت إنجي من إرتداء ملابسها و التي كانت
عبارة عن فستان قصير شتوي و فوقه معطف
بطول الفستان وضعت أحمر شفاه صارخ
رمت لنفسها قبلة عبر المرآة لتضحك بمرح
و هي تقوم بتصوير نفسها سيلفي بعدة 
وضعيات مختلفة حتى تنشرها لاحقا على 
صفحة الانستغرام الخاصة بها.
أسرعت لترتدي حذاء رياضيا باللون الأسود 
ليسهل حركتها ثم غادرت سريعا حتى لا 
تلتقي بأحد أفراد عائلتها. 
ركبت سيارتها ثم قادتها خارج البوابة 
منطلقة نحو وجهتها حيث ستلتقي مع 
أصدقائها..
في الأعلى...في شرفة غرفته كان هشام 
يتحدث مع وفاء في الهاتف...قطب حاجبيه
بدهشة عندما لمح سيارة إنجي تخرج في 
هذا الوقت..أنهي مكالمته على عجل ثم 
أسرع خارجا حتى يلحق بها..
في وسط الشارع توقف بسيارته و هو يضرب
المقود پغضب بعد أن عجز عن اللحاق بها... 
فكر في الاتصال بها لكنه تراجع حفاظا على 
كرامته...
آه حاړقة خرجت من جوفه دلالة على غضبه
و عجزه أمام آلام قلبه..يحبها بل ېموت عشقا
في كل لحظة تمر عليه و قد حاول معها مرارا
و تكرار حتى يئس جرحت كرامته بدل المرة ألف 
لكنه لم يستسلم أهانت رجولته و كبريائه 
و إتهمته زورا لكنه ظل يحبها رغم إبتعاده 
و إرتباطه بأخرى...
يقال أنه لا كرامة مع الحب لكنه لا يستطيع
إجبارها على أن تحبه رغما عنها...ليته 
كان كأبناء عمه يستخدمون قوتهم و نفوذهم
لتحقيق ما يريدون ليته يستطيع إرغامهم
على تقبله لكنه لا يستطيع..
تمتم بضعف و هو يسند جبينه على مقود السيارة
أنا لازم أنساها و أتابع حياتي...أنا هخطب قريب
و مينفعش أفكر في ست ثانية...
تنهد و هو يرفع رأسه ليقود سيارته من 
جديد نحو القصر محاولا إبعاد إنجي من
تفكيره رغم انه لازال قلقا عليها..
في إحدى النوادي الليلة الراقية التي
لا تستقبل سوى زوارها من نخبة البلاد... 
الاغنياء و المشهورين. 
دلفت إنجي تتمايل بجسدها الرشيق 
متجهة نحو طاولة أصدقاءها اسيل و 
راندا و خالد و راغب..
سلمت عليهم ثم جلست...
تحدث خالد و هو يسكب لها مشروبا..
كنا بنفكر نكمل السهرة في شقة راغب إيه 
رأيك .
ترشفت إنجي كأسها لتغمض عينيها باشمئزاز
و هي تعيد الكوب فوق الطاولة پعنف قائلة
إيه داه... مية مرة قلتلك أنا مبشربش.
أجابها راغب و هو يغمزها بمرح..
ماتفكيها بقى يا نوجة...عازين ننبسط و 
ننسى .
هي تقول..
و هي في أحلى من الحاجات دي...بتعدل
الدماغ و تروق المزاج و إلا إيه يا راندا.
راندا و هي تتفحص هاتفها..
كل واحد حر سيبيها براحتها يا اسيل...
إغتاضت اسيل من إجابة راندا لتلوي 
شفتيها بانزعاج
فمها ثم مالت نحو راغب ليشعلها لها 
و تسحب دخانها داخل رئتيها ثم 
تنفثه نحو الأعلى مستمتعة بمفعوله المخدر... 
تحدث خالد ليبدد الصمت مقترحا من جديد..
هتيجي معانا نكمل سهرتنا في شقة راغب 
و إلا زي العادة .
إنجي برفض..
تؤ..مقدرش أتأخر برا القصر بعد الساعة 
عشرة..
ضيق خالد عينيه يبحث عن طريقة مناسبة 
لجعل إنجي تنظم لجلسات الأنس و السمر 
التي يقيمونها كل ليلة في شقة المدعو 
راغب شأنهم كشأن أغلب الشباب الاغنياء المدللين
الذين يعيشون حياتهم كما يحلو لهم تحت مسمى
الحرية و التقدم. 
نظر لساعته قليلا و هو يقول..
الساعة ثمانية و نص يعني نقدر 
نروح الشقة أقعدي معانا شوية و بعدين 
روحي من هناك.. .
أيدته أسيل التي تحدثت بصعوبة بسبب
أيوا.. صح... لسه بدري...
خلينا هنا أحسن...أنا مش عاوزة أخرج 
من سجن القصر أتسجن في شقة و بعدين إيه
الفرق بين هنا و هناك .
خالد بعدم يأس..
فرق كبير طبعا...هنا مكان عام أي حد 
ممكن يشوفنا ممكن حد من الصحفيين 
يدخل و يصورنا و إحنا بنشرب...
نفخت إنجي الهواء من بين شفتيها معبرة
عن ضيقها من محاولات خالد الدائمة 
في إقناعها للذهاب معاهم إلى تلك الشقة
لتسأله بجدية تناسبت مع نظراتها المراقبة 
لتفاصيل ردة فعله..
هو إنت ليه مصمم تقنعني اروح معاكم 
شقة راغب..و متقليش عشان الخصوصية... 
أنا مش عبيطة و إلا هبلة عشان تضحك
عليا ب الكلمتين دول.. أنا فاهمة غايتك 
إيه و بعدين تقدر تقلي إنت من إمتى بقيت من 
الشلة بتاعتنا .
توتر خالد بينما تكلم راغب لينقذ الموقف..
في إيه يا إنجي مالك خالد صاحبنا من 
سنين..
ردت إنجي و هي تقلب عينيها بملل..
صاحبكوا إنتوا أنا معرفوش.
إغتاض خالد و غادر الطاولة رغم محاولات 
أصدقاءه في إقناعه بالبقاء بينما لم تهتم 
إنجي له.. 
نظرت نحوها اسيل بلوم ظاهر بينما عاتبتها
راندا..
إنت لإمتى هتفضلي كده يا إنجي 
پتكرهي كل اللي حواليكي فيكي بكرة
هتلاقي نفسك وحيدة.
إنجي بغرور..
I dont care 
اصلا أنا مش محتاجة اي حد في حياتي .
توقفت راندا عن مجادلتها فهي قد تعودت على 
غرور إنجي و ترفعها عن الجميع لكن أسيل 
لم تكن لتفوت الفرصة حتى تتشابك مع إنجي
فرغم أنهما صديقتان لكن صداقتهما فارغة 
غير حقيقية مليئة بالغيرة و الأحقاد الدفينة
لتهتف بابتسامة لعوبة..
سيبيها يا راندا...إنجي أكيد متقصدش 
أصلها لسه زعلانة من علي
كضمت إنجي غيظها
من تعمد أسيل فتح
موضوع على أمام راغب الذي تحدث 
مستفسرا..
علي... علي مين
أسيل..علي مصطفى... أصله طلع معجب 
بإنجي بس يا حرام..لحق اللي قبله .
راغب باستغراب..علي معجب بإنجي غريبة
أصله مش بتاع الحوارات دي.
راندا متدخلة
و فيها إيه علي شاب وسيم و غني و أخلاقه 
عالية يعني أي بنت تتمناه... بس هو للأسف 
وقع في الشخص الغلط .
إنجي و قد فهمت ما تقصده..
لو عاجبك أنا ممكن أضبطهولك..ياعيني
لسه مصډوم لما رفضته أهو تبقى تواسيه 
و تحاولي تنسيه فيا..و إنت و شطارتك 
بقى.
راندا و هي تلوي ثغرها..
بتتريقي حضرتك...
إنجي..تؤ.. كنت برد عليكي يا بيبي .
أسيل و راندا الغير راضية على تصرفاتها 
و معاملتها لهم و كأنها هي الملكة و هما 
وصيفتيها..
كبيرة لترفع عينيها ببطئ وراءها لتجد علي
يقف وراءها يرمقها بنظرات ممېتة..
اوقفها پعنف جاذبا إياها من ذراعها و يده الأخرى 
قبضت على حقيبتها ليجرها إلى خارج النادي 
رغم مقاومتها له.. 
نزلا درجات النادي الخارجية ليترك يدها 
لتشتمه إنجي قائلة باندفاع..
إنت إتجننت يا حيوان...إيه اللي إنت عملته 
داه
مسح على خصلات شعره بشدة بسبب 
غضبه منها ليهدر حالما إنهت كلامها..
إخرسي..و ليكي عين تتكلمي مصاحبة 
أسوأ شلة في الجامعة و قاعدة معاهم في 
مكان ژبالة زي داه عاوزة توصلي لإيه بعندك 
داه ..
إختطفت إنجي حقيبتها من يده و جسدها
ينتفض من شدة حنقها من جرأته..
و إنت مين عشان تحاسبني أنا حرة.. 
و إوعى تفتكر إني هعديلك اللي عملته هتشوف 
أنا هعمل فيك إيه و الله لندمك على اللي 
إنت عملته داه
دار علي حول نفسه لا يدري ماذا يفعل 
لقد جن جنونه

منذ قليل عندما كان جالسا 
مع احد أصدقاءه في أحد مطاعم والده
و صلته صورة إنجي و هي تدخن و أمامها 
كأس خمر مرسلة من أسيل و التي تفوت 
فرصتها حتى تسخر منه على إعجابه بإنجي
لأنه يرى انها فتاة جميلة و خلوقة متربية كويس 
عكسها..من حسن الحظ أن المطعم كان 
قريبا جدا من مكان
 

انت في الصفحة 3 من 61 صفحات